الإسلام و الرسالات السماوية السابقة

الاسلام و الرسالات السماوية السابقة

وحدة الرسالات السماوية ( المصدر و الغاية ) :
المصدر :
التوراة و الإنجيل و القرآن كلها شرائع سماوية مصدرها من الله أصول العقيدة والشريعة فيها واحدة ، كلها قائمة على التوحيد الخالص قال تعالى : نزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ  آل عمران 03.
الغاية :
جاءت الرسالات السماوية لتحقيق أهداف و غايات مشتركة :
1. توحيد الله و عبادته قال تعالى : يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ الأعراف 59.
2. تصحيح الانحرافات العقائدية و تجديد الشرائع .
3. إقامة المجتمعات على أسس أخلاقية فاضلة .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أولا : الإسلام .
تعريف :
الدين المنزل من الله تعالى على محمد  إلي الناس كافة مؤيدا بالقرآن .
سبب التسمية : من الاستسلام و التسليم الكامل للإرادة الإلهية .
ملاحظة :
الإسلام دين جميع الأنبياء ، كلهم كانوا يقولون : واجعلنا مسلمين إلا أنه بعد مجيء محمد  صارت كلمة إسلام اسما علما على الدين الذي جاء به .
عقائده : ممثلة في أركان الإيمان الستة .
1. الإيمان بالله : التصديق الجازم بوجود الله ، و توحيده في ألوهيته بالإتيان بأركان الإسلام الخمسة و إفراده في ربوبيته و أسمائه و صفاته .
2. الإيمان بالملائكة : التصديق الجازم بأن الله اصطفى ملائكة من نور لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون .
3. الإيمان بالكتب : أن الله أنزل على رسله كتبا سماوية فيها العقائد و الشرائع و أمرهم بتبليغها ذكر القرآن بعضا منها : التوراة و الإنجيل و الصحف و الزبور و القرآن .
4. الإيمان بالرسل : أن الله اصطفى من الناس أنبياء و رسلا يبلغون ما بين أيديهم من الكتب السماوية ذكر القرآن منهم خمسة و عشرين رسولا خاتمهم محمد  قال تعالى : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ  النحل 36.
5. الإيمان باليوم الآخر : (أو البعث ) الإيمان القاطع أن هناك يوم موعود يبعث الله الناس فيه من قبورهم إلى أرض المحشر فيحاسبهم على أعمالهم قال تعالى : يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ(6)فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(8) الزلزلة .
6. الإيمان بالقضاء خيره و شره : الاعتقاد الجازم أن الله قدر كل شيء إلى أن تقوم الساعة ، فالله أحاط علما فكتب في اللوح المحفوظ ما كان و ما سيكون من خير أو شر قال تعالى : إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ القمر 49 .
كتابه :
يعتمد الإسلام في تشريعاته بصفة خاصة على القرآن و السنة .
القرآن : و هو كلام الله المنزل على محمد  من خصائصه :
1. منقول إلينا بالتواتر .
2. بلسان عربي معجز .
3. متعبد بتلاوته .
4. لفظه و معناه من الله .
5. تكفل الله بحفظه .
السنة : أفعال و أقوال و تقريرات النبي  و أهم الكتب التي عنيت بنقل السنة : صحيحا البخاري و مسلم ، وسنن الترمذي و ابن ماجة و أبي داود .. ومسند أحمد و الموطأ .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ثانيا : النصرانية ( المسيحية ) .
تعريف :
الدين المنزل من الله تعالى على عيسى عليه السلام إلي بني إسرائيل مؤيدا بالإنجيل ، وهي امتداد لليهودية ، جاءت لتصحيح ما حرف في التوراة و مكملة لها .
سبب التسمية : نسبة لقرية الناصرة أولأنهم نصروا عيسى المسيح .
وعندما حصل التحريف في النصرانية وتعددت الأناجيل وحاد أتباعها عن التوحيد نُسخت بالإسلام.
عقائدها :
أهم عقائد المسيحيين المحرفة :
1. عقيدة التثليث: الإله عندهم ثلاثة : الله ( الأب) ، الله ( الابن المسيح ) ، الله ( روح القدس) هذه كلها واحد ، و الواحد ثلاثة .
2. عقيدة الخطيئة و الفداء : حيث يزعمون أن الله ( الابن ) وهو المسيح أراد أن يصلب وأن يقتل تكفيراً لخطايا بني آدم .
3. محاسبة المسيح للناس : أن الأب خول الابن و أعطاه سلطة محاسبة الناس يوم القيامة
4. غفران الذنوب : هي إسقاط العقوبة و التطهير من الذنب بالاعتراف بالخطيئة أمام القسيس في الكنيسة على اعتبار أن الرهبان بزعمهم ينوبون عن الله .
كتبها :
يؤمن النصارى بالكتاب المقدس المشتمل على:
العهد القديم : يشمل التوراة وأسفار الأنبياء التي تحمل تواريخ بني إسرائيل ، بالإضافة إلى بعض الوصايا والإرشادات.
العهد الجديد: يشمل الأناجيل الأربعة: ( متى – مرقس – لوقا – يوحنا ) فقط ، وأعمال الرسل، على أن ما في العهد الجديد يلغي ما في العهد القديم .
فرقها :
انقسمت النصرانية إلى ثلاث فرق رئيسية هي :
1. الكاثوليك : أعرق وأكبر الطوائف النصرانية ومركزها في روما وجمهورها في أوروبا عموماً ،يعتقدون أن الله الإبن مساو في خصائص الألوهية لله الأب .
2. الأرثوذكسية : أكثر أتباعها من شمال وغرب آسيا وشرق أوروبا ، يعتقد أتباعها أن الله الأب أفضل من الله الابن .
3. البروتستانت أو الإصلاحيون : أتباعها في أوروبا وأمريكا الشمالية وهي أخف الفرق النصرانية تقديساً لرجال الكنيسة ولا تعتقد لهم حق الغفران ، ولا تقدس أقوالهم .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ثالثا : اليهودية .
تعريف :
الدين المنزل من الله تعالى على موسى عليه السلام إلي العبرانيين من بني إسرائيل ( الذين تسموا فيما بعد باليهود ) مؤيدا بالتوراة ثم طاله التحريف بعد موسى .
سبب التسمية :
و سميت باليهودية نسبة إلى يهوذا بن يعقوب ، و قولهم إنا هدنا إليك .
عقائدها :
أهم عقائدها المحرفة :
1. الإله عندهم اسمه يهوه من صفاته يخطئ ، ينام ، يأمر بالسرقة....عدو لغير اليهود .
2. الأنبياء عندهم غير معصومين متهمين بالزنا و الفاحشة و الشرك .
3. الحاخامات عندهم معصومون منزهون ، ومن أحتقر أقوالهم إستحق الموت .
4. ينكرون البعث و الحساب لأن التوراة عندهم لم تذكر صراحة الآخرة و لا البعث .
5. يميلون إلى الوثنية و التجسيم والتعدد و النفعية ، عبدوا العجل و الكبش و التماثيل ..
6. ادعوا أن لله ولدا اسمه عزير .
7. يعتقدون أنهم شعب الله المختار أبناء الله و أحباؤه .
8. ديانتهم خاصة بهم فلا ينسب إليها إلا من ولد من أم يهودية .
كتبها : يعتمد اليهود في تشريعاتهم على مصدرين رئيسيين :
العهد القديم :
يشمل التوراة خمسة أسفار ( سفر التكوين والخروج و العدد و التثنية و اللاويين )وأسفار الأنبياء والكتابات.
توضيح :
(سفر التكوين :فيه بدء الخليقة وأخبار الأنبياء ، وسفر الخروج ( فيه تاريخ بني إسرائيل وخروجهم من مصر ) ، وسفر التثنية ويضم أحكام الشريعة اليهودية ، وسفر اللآويين ويتحدث عن العبادات والمحرمات من الطير والحيوان وسفر العدد ويتحدث عن قبائل بني إسرائيل وجيوشهم ).
التلمود : شريعة شفوية أعطيت لموسى على طور سيناء ، معدود من تفاسير التوراة .
والتلمود يضم المشنأ و الجمارا وهو شرح المشنأ .
فرقها :
1. الفريسيون (الربانيون أو الأحبار ): أعداء المسيح زهاد لا يتزوجون و يؤمنون بالبعث
2. الصدوقيون : يؤمنون بالمسيح ،لا يؤمنون بالتلموذ و لا البعث و لا القدر ..
3. السامريون : يقرون بنبوة موسى وينكرون من جاء بعده، لا يؤمنون بالبعث.
4. القراؤون : يعترفون بالعهد القديم فقط و ينكرون سلطة الحاخامات و يؤمنون بعيسى
5. الكتبة : كتبة شريعة اليهود .
6. المتعصبون : يمتازون بعدم التسامح و بالعدوانية .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
انحراف الديانات السماوية السابقة :
تعرضت كل الديانات السماوية السابقة إلى التحريف و التبديل و لم ينج منها شيء فالإنجيل سرعان ما طاله التبديل و التحريف بذهاب عيسى بزمن يسير حيث صارت النصرانية خليطا من الثقافات الهندية و اليونانية و الإغريقية ..أما التوراة فقد لعب بفقراتها اليهود و أدخلوا عليها ما ليس فيها بما يناسب مصالحهم و أهواءهم ....
قال تعالى :  يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ المائدة 41 ويقول:  اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً التوبة 9 أما القرآن فقد تكفل الله بحفظه قال تعالى  إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ(9) الحجر .
علاقة الإسلام بالديانات السماوية السابقة :
جاء الدين الإسلامي مصححا للتحريف الذي طال عقيدة التوحيد رادا الأديان المحرفة إلى أصولها ، و مصدقا لما تبقى فيها سالما مجددا لها و مكملا بل و مهيمنا على كل الشرائع .. أنزله الله ليكون دينا للناس جميعا و نسخ به باقي الأديان قال تعالى وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ  أل عمران 85.
إذن فهي علاقة تصحيح و تصديق و تجديد و تكامل و نسخ .