من المشاكل الأسرية : النسب و أحكامه الشرعية

من المشاكل الأسرية : النسب و أحكامه الشرعية

أولا : النسب .
تعريف النسب :
لغة : القرابة و الإلحاق ، تقول فلان نسيب فلان أي قريبه ...
اصطلاحا : إلحاق الولد بأبيه لثبوته بالنكاح أو الإقرار أو غيرها من طرق الإثبات
أسباب النسب في الإسلام :
1. الزواج الصحيح : ( الفراش ) بعقد شرعي صحيح مكتمل الأركان و الشروط .
2. الإقرار: ( الإستلحاق ) هو أن يعترف الأب ببنوة ابنه أو بنته ، و لا يقبل من الأم إلا ببينة .
3. البينة الشرعية : أن يشهد رجلان أو رجل و امرأتان أن الولد لأبيه فلان .

طرق إثبات النسب :
بالإضافة إلى ما ذكرنا من أسباب و طرق لإثبات النسب يمكن التحقق من النسب بطريقة علمية قطعية هي البصمة الوراثية وهي تطور عصري في مجال القيافة ( القيافة تتبع الأثر والتشابه بين الناس) و يكون بإجراء فحوص مخبرية معقدة على درجة عالية من الدقة للحمض النووي في الخلية البشرية ADN حيث أثبت العلم أن كل إنسان يتفرد بنمط خاص في ترتيب جيناته ضمن كل خلية من خلايا جسده ولا يشاركه فيها أي إنسان آخر في العالم..
الحالات التي تعتري النسب:
كما يمكن الاعتماد على البصمة الوراثية في مجال إثبات النسب في حالات :
1. حالات التنازع على مجهول النسب بمختلف صوره
2. حالات الاشتباه في المواليد في المستشفيات ومراكز رعاية الأطفال وأطفال الأنابيب
3. حالات ضياع الأطفال واختلاطهم بسبب الكوارث والحروب أو وجود جثث لا يمكن التعرف على هويتهم أو هوية الأسري والمفقودين .
فإن لم يثبت نسبه فإن الشريعة لم تجرم الطفل مجهول النسب و لم تحمله مسؤولية خطأ الوالدين بل وقفت بجانبه حين ضيقت فرص إنكاره و عددت طرق إثباته .. بل أعطته كثيرا من الحقوق كحق التسمية و الهوية و أخوة الدين و الموالاة كما قال تعالى : ( فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّين ِو َمَوالِيكُمْ ( الأحزاب /5 ( حق الطفل مجهول النسب ).

ثانيا : التبني .
تعريف : نسبة إبن أو بنت لغير نسبهما الصحيح كأن يتخذ رجل ابنا للغير و يسميه باسمه .
حكمه : محرم بنص القرآن قال تعالى : ( ادْعُوهُمْ لآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّين ِو َمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً( الأحزاب /5 .
الحكمة من تحريم التبني :
1. حفظ النسب من الاختلاط .
2. صون الميراث حتى لا يصرف لغير الورثة الشرعيين .
3. الحفاظ على النسب الحقيقي و الصحيح .
4. كون التبني شهادة زور و ادعاء باطل .
5. يبعث على تكوين مجتمع ضعيف غير منسجم .
6. يفتح الطريق إلى هتك الأعراض و سوء الأخلاق و تلويث الأصل والفرع .
ثالثا : الكفالة .
تعريف :
لغة : الالتزام و الضم .
اصطلاحا : التزام تطوعي بالتكفل برعاية طفل قاصر وتربيته و حمايته، بنفس الطريقة التي يتعامل بها أب مع ابنه ،( فهي التزام حق ثابت في ذمة الغير مضمونة ).
حكمها :
جائزة و مشروعة بالكتاب و السنة قال تعالى : ( و كفلها زكرياء ) آل عمران /37 . وقال النبي ص : ( أنا و كافل اليتيم في الجنة كهاتين ) و أشار بالسبابة و الوسطى و فرج بينهما رواه أحمد .

الحكمة من تشريع الكفالة :
1. التعاون والحفاظ على الأطفال من الضياع والتشرد إلى البلوغ .
2. هذا النظام يحفظ للولد كرامة الإنسان وحقه في المساواة مع غيره .
3. حتى لا تتعقد نفسيته، ويضمر السوء والحقد على مجتمعه، فيتحول إلى مجرم أو سفاح .
4. القيام بشؤونه من نفقة ورعاية وتربية